jeudi 7 juin 2007

الهبهوب

إنها فتاة بل انه فتى لست ادري قسمات وجهه أو وجهها توحي بجمع الجنسين معا وجدتني أتساءل مع نفسي وأنا أرى هذا "العجب" فتاة ترتدي الهبهوب ملابس لا تناسب أنوثتها ,تسريحة شعرها الجامدة التي وضعت فوقها طنا من الذهان ,سروال مثقوب من كل الجهات "قبية" كبيرة الحجم وحذاءا رياضيا خاصا بالفتيان و مشيتها المعوجة يمينا وشما لا هل هي فاقدة لأنوثتها أم أن إحساسها بالحرية المفرطة جعلها لا تحسن اختيار ملابسها و الاعتناء بأناقتها و إبراز أنوثتها التي تعطيها درجة من الامتياز أم أن عشقها الزائدة "لستيلات " الجديدة في عالم الهبهوب جعلها تنسى إنها فتاة لها خصوصياتها بعيدا عن عالم الرجل وقد عرفت هذه الظاهرة أوجها مع ظهور مجموعات الراب و الهبهوب التي تدعو إلى الانفتاح و الإطلاق العنان للحرية اللباس و السلوك وهذا يظهر من خلال أغانيها ومظهرها الخارجي الذي يوحي بالجنون و "الهبال" أما الفتيان فحدث و لا حرج فقد أبدعوا لأنفسهم لباسا خاصا بهم وتسريحة جاؤو بها من الغرب بكل حمولاتها سراويل مقطعة تبين بعضا من جسمهم خواتم منوعة يدزونها في أصابعهم من الخنصر إلى البنصر مرورا السبابة و الإبهام أما"سوالفهم" فهي مبرومة و متقونة الصنع و طريقتهم في الحياة .فكلها "توشيات " و " لعييات " و عشقهم للموسيقى الغربية التي تمنحهم الإحساس بالأمان و الروحانية التي تشعرهم بالسعادة . يبنون لأنفسهم عالما خاصا بهم ليدخله غريب و لا يخرج منه منتمي يصنعونه ويضعون له قوانين تتماشى و أفكارهم التقدمية و التحررية كما يعتبرونها تجدهم في كل الأماكن مشكلين فرقا و مجموعات يضحكون فيما بينهم بقاموسهم الخاص الذي الفوه طبقا لاحتياجاتهم ربما القاموس المعمول به لا يفي بالغرض الذي يطمحون إليه لا يفرقون بين فتاة و فتى الكل مثل الكل لا في اللباس و لا في طريقة الحديث و لا في التعامل مع كل ما يحيط بهم عشقهم للتقليد بارز كضوء المنارة المشع تقليد ربما لا يحمل مبررات قوية بقدر ما يحمل في أغواره التبعية للآخر الذي هو الغرب المتمثل في مجموعات الراب التي داع صيتها في كل أنحاء العالم و التي أبهرت و صعقت العديد من شباب هذا الجيل المتعطش لهذه الأنواع كما عشق الجيل الذي سبقهم ناس الغيوان وجيل جلالة وكناوى وآخرون لكن الاختلاف يكمن في أن الجيل السابق تشبع بالحان وكلمات و أفكار منتمية إلى بلده الأصلي و لم يتجاوزها إلى الخارج وربما يكمن السر في تلك الروحانية وذلك الإلهام الذي يجذب آلاف الشباب الذين ما إن تتاح لهم الفرصة حتى يفجروا ما بداخلهم من صمت و قمع وضعف , و لكن ماذا بعد الإثارة و اللهو و اللعب و الصخب ؟ ماذا بعد التقليد الأعمى ؟
فالهبهوب موجة دخيلة على المجتمع المغربي مصدرها أمريكا التي برزت فيها مجموعات مشهورة على الصعيد العالمي من أبرزها " باكستريت بويز"بلو" "ويست لايف" "اوتلانديش""ليكين بارك" فقد أصبح هذا الفن ثقافة شعبية تترسخ يوما عن يوم يستهلكها الصغير و الكبير الذكر و الأنثى لكن المجتمع المغربي لازال يرفض تقبل موجة الهبهوب التي يعتبرها كالشوكة العالقة في الحلق بسسب الكلام الساقط الذي يتضمن بعض المقاطع داخل أغانيهم وبالرغم من هذا الرفض فالشباب المغربي يتزايد إقباله على هذا النوع يوما بعد يوم فسوق الهبهوب تعرف رواجا لم يسبق أن عرفته أي نوع من الأسواق فاخذ هذا الفن يزاحم بقوة الساحة الفنية المغربية التي تعاني في الأصل لكن معاناتها تضاعفت لتتجرع بذلك كؤوس المرارة الغربية من جهة و الشرقية من جهة أخرى فالفراغ الموسيقي للأغنية المغربية شكل حافزا أمام هؤلاء الشباب إلى خلق فكرة استنساخ هذا الفن من جذوره المترسخة في أمريكا انجلترا و تمثل ذلك في تكوين فرق مغربية أصبحت المعبر الوحيد عن أحلام الشباب و خيباته رغم أنها لم ترقى بعد إلى الفرق الأمريكية و الإنجليزية لكنها تتطور بشكل سريع وهذا ما يجعل شباب اليوم يتعلق بها تعلق الرضيع بثدي أمه و هذا مازا من سعار فن الهبهوب و دخوله إلى عولمة العالم من أبوابه الواسعة حتى وصل إلى بلد المغرب متخفيا بزي الانفتاح على الثقافات الأخرى لكن الفرق الحاصل في الهبهوب المغربي الهبهوب الأمريكي هو أن هذا الأخير جاء احتجاجا من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية يحتجون فيه عن معاناتهم مع العنصرية فقد كان الهبهوب المتنفس الوحيد للشاب الأمريكي الأسود للصراخ بآلام السود بخلاف الهبهوب المغربي الذي جاء في بدايته كعشق وحب متعطش لهذا الفن لذاته و جاء تعبيرا عن مطامح و أحلام الشباب المغربي في قالب موسيقي سهل و بسيط تمزج فيه اللغة الدارجة باللغة الفرنسية فمجموعات الهبهوب في المغرب مجرد تقليد بريء في نظر العديد من الشباب الممارسين و الغير ممارسين لهذا الفن كما يعتبرونها ظاهرة موسمية ستزول بظهور نزعة و موجة أخرى تهجم على العالم وتسحره كما سحر الهبهوب عقول الكثير من الشباب العربي و الأجنبي و يبلغ عدد فرق الهبهوب في المغرب إلى حوالي 1500 فرقة و يدل هذا العدد الضخم على الانتشار السريع في كل ربوع المغرب وإذا عدنا معادلة التفكير سنجد هذا العدد جد منطقي فهو فن لا يحتاج إلى إمكانيات ضخمة و لا لدراسة ميدانية لفن الموسيقى يكفي أن يجتمع خمسة أشخاص ويكونو فرقة تحت اسم معين فيختارون فكرة تلائم توجههم يحولونها الى كلمات ثم إلى أغنية وأخيرا يمزجونها بالموسيقى بعدها يضيفون إليها رقصاتهم البهلوانية و ها قد اكتمل المشهد الفني دون عناء لكن لا يجب أن ننسى أن احترام القيم الدينية و الخصوصية الثقافية إذ أن الكثير من مضامين هذا الغناء يتضمن كلمات نابية و شتائم و ألفاظ نابية لا صلة لها بثقافتنا العربية و الدينية بحيث لا يجب الانسياق جل هذه المضامين التي قد تخفي رسالة تحمل دلالات مخالفة لما يظنه الشباب بصفة عامة بل قد تكون رسائل تروج لأفكار مغلوطة و ظلامية تنادي الى العصيان و التمرد ...

2 commentaires:

abdelghani rabiy a dit…

مقالة جميلة

abdelghani rabiy a dit…

مقالة جميلة